تفسير نور الثقلين

سورة البقرة

37 - 38

تابع
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38)

132 - وبإسناده إلى أبى خديجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان آدم انزل فنزل في الهند.

133 - وبإسناده إلى على بن حسان الواسطى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اهبط الله آدم من الجنة على الصفا وحوا على المروة، وقد كانت امتشطت في الجنة، فلما صارت في الأرض قالت: ما أرجو من المشط وانا مسخوط على فحلت مشطتها فانتشر من مشطها العطر الذي كانت امتشطت به في الجنة، فطارت به الريح فألقت أثره في الهند، فلذلك صار العطر بالهند،

134 - وفى حديث آخر انها حلت عقيصتها1 فارسل الله عز وجل على ما كان فيها من ذلك الطيب ريحا فهبت به في المشرق والمغرب.

135 - أبى (ره) قال: حدثنا على بن سليمان الرازى2 قال: حدثنا محمد بن الحسين عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: كيف كان أول الطيب ؟ قال: فقال لى: ما يقول من قبلكم فيه ؟ قلت: يقولون: ان آدم لما هبط إلى ارض الهند فبكى على الجنة فسالت دموعه فصارت عروقا في الأرض، فصارت طيبا، فقال: ليس كما يقولون ولكن حوا كانت تغلفت قرونها3 من اطراف شجر الجنة، فلما هبطت إلى الأرض وبليت بالمعصية رأت الحيض فأمرت بالغسل، فنفضت قرونها4 فبعث الله عز وجل ريحا طارت به وحفظته5 فذرت حيث شاء الله عز وجل فمن ذلك الطيب.

136 - وبإسناده إلى عمر بن على عن أبيه بن ابى طالب عليه السلام ان النبى صلى الله عليه وآله سئل مما خلق الله عز وجل الكلب ؟ قال: خلقه من بزاق إبليس، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: لما اهبط الله عز وجل آدم وحوا إلى الأرض اهبطهما كالفرخين6 المرتعشين فعدا إبليس الملعون إلى السباع وكانوا قبل آدم في الأرض: فقال لهم: ان طيرين قد وقعا من السماء لم يرى لراؤون اعظم منهما، تعالوا فكلوهما، فتعادت السباع معه وجعل إبليس بحثهم ويصيح ويعدهم بقرب المسافة، فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق. فخلق الله عز وجل من ذلك البزاق كلبين احدهما ذكر والاخرانثى، فقاما حول آدم وحوا الكلبة بجدة والكلب بالهند، فلم يتركوا7 السباع أن يقربوهما، ومن ذلك اليوم الكلب عدو السبع والسبع عدو الكلب.

يتبع...

العودة إلى القائمة

التالي

(1) العقيصة: المنسوجة من شعر الرأس.
(2) وفى نسخة البحار (الزرارى) اى المنسوب إلى زرارة بن اعين ولعله الصحيح.
(3) اى تلطخها. والقرن: القطعة الملتفة من الشعر.
(4) اى حركتها.
(5) وفى نسخة البحار (وخفضته).
(6) ألفرخ. ولد الطاير.
(7) فلم يتركا، ظ.