تفسير نور الثقلين

سورة البقرة

126

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)

357 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه على بإسناده قال: قال أبو الحسن عليه السلام في الطايف: أتدرى لم سمى الطايف ؟ قلت: لا، قال. ان إبراهيم عليه السلام دعا ربه ان يرزق اهله من كل الثمرات، فقطع له قطعة من الاردن، فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا، ثم اقرها الله عز وجل في موضعها، فانما سميت الطائف للطواف بالبيت.

358 - وبإسناده إلى احمد بن محمد قال: قال الرضا عليه السلام، أتدرى لم سمى الطائف الطائف ؟ قلت، لاقال. لان الله عز وجل لما دعاه إبراهيم عليه السلام أن يرزق اهله من الثمرات أمر بقطعة من الاردن فصارت بثمارها حتى طافت بالبيت، ثم امرها ان تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمى بالطائف فلذلك سمى الطائف.

359 - في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن النضر بن سويد عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ان إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام إلى ان قال، فقال إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء البيت والحج قال رب اجعل هذا البلد آمنا و ارزق اهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال: من الثمرات القلوب اى حببهم إلى الناس لينتابوا1 ويعودوا اليهم.

360 - في تفسير العياشى عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل عن على بن الحسين عليهما السلام في قول إبراهيم عليه السلام، (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق اهله من الثمرات من آمن منهم بالله) ايانا عنى بذلك واولياؤه وشيعة وصيه، قال: ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار قال: عنى بذلك ممن جحد وصيه ولم يتبعه من أمته، و كذلك والله هذه الأمة.

361 - في مجمع البيان (آمنا) قيل معناه يأمنون فيه، كما يقال ليل نائم اى ينام فيه، قال ابن عباس: يريد حراما محرما لايصاد طيره ولايقطع شجره ولايختلى خلاه، والى هذا المعنى يؤول ماروى عن الصادق عليه السلام من قوله: (من دخل الحرم مستجيرا به فهو آمن من سخط الله عز وجل، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من ان يهاج او يوذى حتى يخرج من الحرم.

362 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة: ان الله حرم مكة يوم خلق السموات والارض فهى حرام إلى ان تقوم الساعة لم تحل لاحد قبلى، ولاتحل لاحد بعدى، ولم تحل لى الاساعة من النهار، فهذا الخبر وأمثاله المشهورد في روايات أصحابنا يدل على ان الحرم كان آمنا قبل دعوة إبراهيم عليه السلام وانما أكدت حرمته بدعائه عليه السلام وقيل: انما صار حرما بدعائه عليه السلام، وقبل ذلك كان كسائر البلاد واستدل عليه بقول النبى صلى الله عليه وآله ان إبراهيم حرم مكة، وانى حرمت المدينة.

العودة إلى القائمة

التالي

(1) انتهابهم: أتاهم مرة بعد أخرى.