تفسير نور الثقلين

سورة البقرة

124

وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)

338 - في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: واذابتلى إبراهيم ربه بكلمات ماهذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ؟ وهو انه قال: (يارب اسئلك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الاتبت على فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم)، فقلت له: يابن رسول الله فما يعنى عز وجل بقوله فأتمهن ؟ قال: يعنى أتمهن إلى القائم اثنا عشر اماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام.

339 - في مجمع البيان روى عن الصادق عليه السلام انه ما ابتلاه الله به في نومه من ذبح ولد اسمعيل أبى العرب، فأتمها إبراهيم وعزم عليها وسلم لامرالله، فلما عزم قال الله تعالى ثوابا له لما صدق، وعمل بما أمرالله انى جاعلك للناس اماما ثم انزل الله عليه الحنيفية وهى الطهارة، وهى عشرة اشياء، خمسة في الرأس، وخمسة في البدن، فاما التي في الرأس: فأخذ الشارب واعفاء اللحى، وطم الشعر، والسواك، والخلال، فاما التي في البدن: فحلق الشعر من البدن، والختان، وتقليم الاظفار، والغسل من الجنابة، والطهور بالماء، فهذه الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام، فلم تنسخ ولاتنسخ إلى يوم القيامة، وهو قوله تعالى: (واتبع ملة إبراهيم حنيفا) ذكره على بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره (انتهى).

340 - في عيون الأخبار بإسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان الامامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل صلوات الله عليه وآله بعد النبوة والخلة، مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها واشار بها ذكره1 فقال عز وجل: (انى جاعلك للناس اماما) فقال الخليل عليه السلام سرورا بها ومن ذريتى ؟ قال الله عز وجل: لاينال عهدى الظالمين فأبطلت هذه الآية امامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة.

341 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبى يحيى الواسطى عن هشام ابن سالم ودرست بن أبى منصور عنه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وقد كان إبراهيم عليه السلام نبيا وليس بامام، حتى قال الله: (انى جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتى) فقال الله: (لاينال عهدى الظالمين) من عبد صنما اووثنا لايكون اماما.

342 - محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله اماما، فلما جمع له الاشياء (قال انى جاعلك للناس اماما) قال: فمن عظمها في عين إبراهيم (قال ومن ذريتى قال لاينال عهدى الظالمين) قال: لايكون السفيه امام التقى.

343 - على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن اسحق بن عبد العزيز ابى السفاتج عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الله اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل ان يتخذه اماما، فلما جمع له هذه الاشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم انى جاعلك للناس اماما، فمن عظمها في عين إبراهيم قال: يارب ومن ذريتى ؟ قال: لاينال عهدى الظالمين.

344 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه: قد خطر على من ماسه الكفر تقلد مافوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لإبراهيم: (لاينال عهدى الظالمين) اى المشركين لانه سمى الشرك ظلما بقوله (ان الشرك لظلم عظيم) فلما علم إبراهيم ان عهدالله تبارك اسمه بالامامة لاينال عبدة الاصنام، قال: واجنبنى وبنى أن نعبد الاصنام).

345 - في مجمع البيان (لاينال عهدى الظالمين) قال مجاهد: العهد الامامة، وهو المروى عن الباقر وأبى عبد الله عليهما السلام.

العودة إلى القائمة

التالي

(1) اشار بذكره: رفعه بالثناء عليه.