تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

19

((وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ))، أي الميراث ((أَكْلًا لَّمًّا)) شديداً تلمون جميعه في الأكل، بلا إعطاء حقوق الميت وحقوق الله وحقوق سائر ذوي الميراث، فإنهم كانوا يحرمون النساء والصبيان والضعفاء من الورثة، فلا يعطونهم من حقهم شيئا، وهذا دليل الشره نحو المال وإنهم لا يجعلون المال دليلا للإبتلاء، بل دليلاً لتكريم الله لهم. لهم.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

20

((وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا))، أي حباً كثيرا شديداً، حتى إنهم لا ينفقونه فيما يجب أو يستحب إنفاقه، كما هو شأن من لا يؤمن بالله واليوم الاخر، ولا يجعل المال دليل الإبتلاء ليعمل فيه بأمر الله ويخشى مغبته.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

21

((كَلَّا)) ليس الأمر كما زعمتم بأنه لا عواقب وخيمة لأعمالكم هذه - فإن من يظن تكريم الله له يسهل عليه العمل بالوظائف في أموره وشؤونه فـ((إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ))، أي كسر كل شيء على ظهرها ((دَكًّا دَكًّا)) كسراً كسراً، من جبال ومرتفعات وأنصبة وأشباهها، وذلك لأن الأرض تسوى حتى لا يبقى على ظهرها عوج ولا أمت.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

22

((وَجَاء رَبُّكَ))، أي أمر ربك، كما يظهر ملوك الدنيا في هيبة وجلال، فإن الهيبة والجلال التي تظهر يوم القيامة لله سبحانه تكون بمثابة مجيء الله سبحانه، لكنه حيث كان منزها عن الجسم ولوازمه يجيء آثار جلاله، ((وَ)) جاء ((الْمَلَكُ)) المربوطون بذلك اليوم في حال كونهم ((صَفًّا صَفًّا))، أي مصطفين صفوفا متعددة.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

23

((وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة ((بِجَهَنَّمَ)) بأن تمتد نيرانها إلى المحشر بعدما كانت مبتعدة مستعدة لالتهام الكفار والعاصين، ((يَوْمَئِذٍ))، أي في هذا اليوم - وأصله يوم إذ كان كذا - ((يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ))، إي يتعظ ويخاف ويهتدي، ((وَ)) لكن ((أَنَّى لَهُ الذِّكْرَى))؟ أي من أين ينفعه التذكر في ذلك اليوم؟ فقد مضى وقت نفع التذكر، وإنما هناك جزاء فقط لا عمل.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

24

((يَقُولُ)) الإنسان العاصي: ((يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ)) عملاً صالحاً ((لِحَيَاتِي)) لهذه التي تبقى إلى الأبد، ولكن لا ينفعه التمني - كما يقول المثل: "ندم زيد ولما ينفعه الندم."

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

25

((فَيَوْمَئِذٍ))، أي في ذلك اليوم ((لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ))، أي لا يعذب مثل عذاب الله أحد، فإن عذابه ليس كسائر أنواع عذاب الناس لبعض، وإنما هو عذاب غريب عجيب.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

26

((وَ)) يومئذ ((لَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ))، أي مثل وثاقه سبحانه وتعالى ((أَحَدٌ))، والوثاق هو الشد، يقال وثقته أي شددته.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

27

ثم يخاطب المؤمنون بقوله سبحانه: ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)) من أهوال ذلك اليوم لما عملت في الدنيا من الإيمان والإطاعة.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

28

((ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ))، أي إلى ثوابه وجزائه في حال كونك ((رَاضِيَةً)) عن الله سبحانه ((مَّرْضِيَّةً)) له تعالى، فإنه سبحانه راض عنك بسبب إيمانك وأعمالك.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

29

((فَادْخُلِي فِي)) زمرة ((عِبَادِي)) الصالحين.

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

30

((وَادْخُلِي جَنَّتِي))، فأنت رضاي وفي جنتي، وكان الخطاب للنفس لزيادة التكريم، حتى كأنه هي التي تحملت أتعاب الجسد، فاستحقت هي أن تكون هي صاحبة المثوبة.

العودة إلى القائمة

النهاية