تفسير نور الثقلين

سورة المائدة

3

تابع
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3)

26 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد ابن اسمعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: فرض الله عزوجل إلى قوله: ثم نزلت الولاية وانم اتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، انزل الله عزوجل: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى) وكان كمال الدين بولاية على بن ابى طالب فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله امتى حديثوا عهد بالجاهلية ومتى اخبرتهم بهذا في ابن عمى يقول قائل ويقول قائل؟ فقلت في نفسى من غيران ينطق به لسانى فأتتنى عزيمة من الله عزوجل بتلة او عدنى ان لم ابلغ ان يعذبنى فنزلت: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى القوم الكافرين) فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على عليه السلام فقال: يا ايها الناس انه لم يكن نبى من الانبياء ممن كان قبلى الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه، فاوشك ان ادعى فأجيب، وانا مسئول وأنتم مسئولون فماذا انتم قائلون؟ فقالوا: نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد ثلث مرات، ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغايب.

27 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن صفوان بن يحيى عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبيجعفر عليه السلام قال: آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية، ثم لم ينزل بعدها فريضة، ثم نزل: (اليوم اكملت لكم دينكم) بكراع الغميم1 فأقامها رسول الله صلى الله عليه وآله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة.

28 - في روضة الكافى خطبة لاميرالمؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام بعد أن ذكر النبى صلى الله عليه وآله وقوله حين تكلمت طايفة فقالوا: نحن موالى رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى حجة الوداع ثم صار إلى غدير خم فأمر فاصلح له شبه المنبر ثم علاه واخذ بعضدى حتى رأى بياض ابطيه رافعا صوته قائل في محفله: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وكانت على ولايتى ولاية الله وعلى عداوتى عداوة الله، وأنزل الله عزوجل في ذلك: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) فكانت ولايتى كمال الدين و رضا النرب جل ذكره.

29 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، يوم غدير خم أفضل أعياد امتى وهو اليوم الذى أمرنى الله تعالى ذكره فيه بنصب أخى على بن ابيطالب عليه السلام علما لامتى يهتدون به من بعدى، وهو اليوم الذى أكمل الله فيه الدين واتم على امتى فيه النعمة، ورضى لهم الاسلام دينا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

30 - وباسناده إلى الحسن بن على عليهما السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: وحب أهلبيتى وذريتى استكمال الدين وتلا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الاية: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) إلى آخر الاية.

31 - في مجمع البيان باسناده إلى ابى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه الاية قال: الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب برسالتى وولاية على بن ابيطالب من بعدى، وقال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، والمروى عن الامامين ابي جعفر وابي عبدالله عليهما السلام انه انما نزل بعد أن نصب النبى صلى الله عليه وآله عليا علما للانام يوم غدير خم بعد منصرفه عن حجة الوداع، قالا: وهو آخر فريضة أنزلها الله تعالى ثم لم ينزل بعدها فريضة.

32 - في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام شهادة الاخلاص لك بالوحدانية بانك أنت الله الذى لا اله الا انت، وان محمدا عبدك ورسولك وعليا اميرالمؤمنين، وان الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص بوحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك وفضلك على جميع خلقك وبريتك، فانك قلت وقولك الحق: (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) اللهم فلك الحمد على ما مننت به علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك، اذهديتنا لموالاة وليك الهادى من بعد نبيك المنذر ورضيت لنا الاسلام دينا بموالاته.

33 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وانزل في حجة الوداع وهى آخر عمره عليه السلام (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام) وامر الامامة من تمام الدين.

34 - في كتاب الخصال عن يزداد بن ابراهيم عمن حدثه من اصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام عن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه في آخره: وان بولايتى اكمل الله لهذه الامة دينهم، واتم عليهم النعمة ورضى اسلامهم اذيقول يوم الولاية لمحمد صلى الله عليه وآله: يامحمد اخبرهم انى اكملت لهم اليوم دينهم ورضيت لهم الاسلام دينا واتممت عليهم نعمتى، كل ذلك من من الله به على فله الحمد.

35 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحق بن اسمعيل النيسابورى ان العالم كتب اليه يعنى الحسن بن على عليهما السلام ان الله عزوجل بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه اليه. بل رحمة منه اليكم لا اله الا هو، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلى مافى صدوركم وليمحص ما في قلوبكم، وليتسابقوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته، ففرض عليكم الحج والعمرة، واقام الصلوة وايتاء الزكوة والصوم والولاية، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض، ومفتاحا إلى سبيله، ولولا محمد صلى الله عليه وآله والاوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم، لاتعرفون فرضا من الفرائض، وهل تدخل قرية الامن بابها فلما من الله عليكم باقامة الاولياء بعد نبيكم صلى الله عليه وآله قال الله عزوجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

العودة إلى القائمة

التالي

(1) كراع الغميم: وادبينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا. وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا.