تفسير نور الثقلين

سورة المائدة

2

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)

14 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولا القلائد قال: يقلدها النعل التى قد صلى فيها، قوله: ولا آمين البيت الحرام قال: الذين يحجون البيت.

15 - في مجمع البيان (يا ايها الذين آمنوا لاتحلوا شعائر الله) إلى قوله، (شديد العقاب) قال ابوجعفر عليه السلام، نزلت هذه الآية في رجل من بنى ربيعة يقال له الحطم، وقال السدى، اقبل الحطم بن هند البكرى حتى اتى النبى صلى الله عليه وآله وحده وخلف خيله خارج المدينة فقال، إلى ماتدعو؟ وقد كان النبى صلى الله عليه وآله قال لاصحابه يدخل عليكم اليوم رجل من بنى ربيعة يتكلم بلسان شيطان، فلما أجابه النبى صلى الله عليه وآله قال، انظرنى لعلى اسلم ولى من اشاوره فخرج من عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقب غادر فمر بسرح1 من سروح المدينة فساقه وانطلق به وهو يرتجز ويقول:

قد لفها الليل بسواق حطم      ليـس يراعى ابل ولا عنـم

ولا بجزار على ظهر وضم      باتوا نياما وابن هنـد لم ينم

بات يقاسيها غلام كالزلم      خدلج الساقين ممسوح القدم2

ثم أقبل من عام قابل حاجا قد قلد هديا، فأراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان يبعث اليه فنزلت هذه الآية: (ولا آمين البيت الحرام) وهو قول عكرمة وابن جريح.

16 - وفيه واختلف في هذا فقيل هو منسوخ بقوله: (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) عن أكثر المفسرين، وقيل لم ينسخ من هذه السورة شئ ولامن هذه الاية، لانه يجوز أن يبتدأ المشركون في الاشهر الحرم بالقتال الا اذا قاتلوا عن ابن جريح وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

العودة إلى القائمة

التالي

(1) السرح: الماشية.
(2) الحطم: الراعى الظلوم للماشية والوضم: خشبة الجزار التى يقطع عليها اللحم وقاسى الالم: كابده وعالج شدته والزلم: السهم لاريش عليه والخدلج: الممتلئ الساقين وسمينهما.