تفسير نور الثقلين

سورة النساء

0 - 1

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)

3 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوحمزة عن ابى جعفر عليه السلام في قوله تعالى: يا ايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة الآية قال: قرابة الرسول صلى الله عليه وآله وسيدهم أمير المؤمنين، أمروا بمودتهم فخالفوا ما أمروا به.

4 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليهم السلام قال: سميت حوا حوا لانها خلقت من حى، قال الله عزوجل: (خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها).

5 - وباسناده إلى أبى بصير عن أبيعبدالله عليهم السلام قال: سميت المرأة مرأة لانها خلقت من المرء يعنى خلقت حوا من آدم.

6 - في تفسير العياشى عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال: سألت ابا جعفر عليه السلام من أى شئ خلق الله حوا؟ فقال، اى شئ يقولون هذا الخلق؟ قلت، يقولون ان الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال: كذبوا، كان يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يابن رسول الله من أى شئ خلقها، فقال. اخبرنى أبى عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين، فخلطها بيمينه- وكلتا يديه يمين -1 فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء.

7 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى - عبدالله عليه السلام في حديث طويل قال: سمى النساء نساءا لانه لم يكن لآدم عليه السلام انس غير حواء.

8 - وباسناده إلى ابن نوبة2 رواه عن زرارة قال: سئل ابوعبدالله عليه السلام كيف بدو النسل من ذرية آدم عليه السلام فان عندنا اناسا يقولون، ان الله تبارك وتعالى اوحى إلى آدم ان يزوج بناته من بنيه، وان هذا الخلق اصله كله من الاخوة والاخوات؟ قال ابوعبدالله عليه السلام، سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا، ان الله عزوجل جعل اصل صفوة خلقه واحبائه وانبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال، وقد اخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب؟ والله لقد نبئت3 ان بعض البهائم تنكرت له أخته، فلما نزا عليها4 ونزل كشف له عنها وعلم انها اخته اخرج غرموله5 ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا، قال زرارة: ثم سئل عليه السلام عن خلق حواء وقيل له: ان اناسا عندنا يقولون: ان الله عزوجل خلق حواء من ضلع آدم الايسر الاقصى، قال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا: ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه، وجعل لمتكلم من اهل التشنيع سبيلا إلى الكلام يقول: ان آدم كان ينكح بعضه بعضا اذا كانت من ضلعه، مالهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم، ثم قال: ان الله تبارك وتعالى لما خلق آدم من طين أمر الملئكة فسجدوا له والقى عليه السبات، ثم ابتدع له خلقا ثم جعلها في موضع النقرة التى بين ركبتيه6 وذلك لكى تكون المرأة تبعا للرجل، فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها فلما انتبه نوديت ان تنحى عنى، فلما نظر اليها نظر إلى خلق حسن يشبه صورته غير انها انثى، فكلمها فكلمته بلغته، فقال لها: من انت؟ فقالت خلق خلقنى الله كما ترى، فقال آدم عند ذلك يارب: من هذا الخلق الحسن الذى قد آنسنى قربه والنظر اليه؟ فقال الله هذه امتى حواء أفتحب ان تكون معك فتونسك وتحدثك وتأتمر لامرك؟ قال: نعم يارب ولك على بذلك الشكر والحمد مابقيت، فقال الله تبارك وتعالى فاخطبها إلى فانها امتى وقد تصلح ايضا للشهوة والقى الله عليه الشهوة، وقد علم قبل ذلك المعرفة فقال: يارب فانى أخطبها اليك فما رضاك لذلك؟ قال رضائى أن تعلمها معالم دينى، فقال: ذلك لك يارب ان شئت ذلك، قال قد شئت ذلك وقد زوجتكها فضمها اليك فقال: أقبلى فقالت: بل أنت فأقبل إلى، فأمرالله عزوجل آدم ان يقوم اليها فقام ولولا ذلك لكن النساءهن يذهبن إلى الرجال حتى خطبن على أنفسهن، فهذه قصة حوا صلوات الله عليها.

يتبع...

العودة إلى القائمة

التالي

(1) ذكر المجلسى (ره) في معناه كلاما طويلا راجع ج 5: 28 ط كمبانى وج 11 106 ط طهران.
(2) كذا في الاصل وفى نسخة (ابن داود) وفى المصدر ونسخة البحار (ابن نويه).
(3) وفى بعض النسخ (تبينت) مكان (نبئت)، وكذا في الحديث الاتى.
(4) اى وقع عليها وجامعها.
(5) الغرمول: الذكر.
(6) النقرة: ثقب في وسط الورك وهو مافوق الفخذ.