تفسير نور الثقلين

سورة البقرة

0 - 5

تابع
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

8 - في مجمع البيان اختلف العلماء في الحروف المعجمة المفتتح بها السور، فذهب بعضهم إلى انها من التشابهات التي استأثر الله بعلمها ولا يعلم تأويلها الا هو، وهذا هو المروى عن أئمتنا عليهم السلام وروى العامة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.

9 - وروى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره مسندا إلى على بن موسى الرضا عليه السلام قال سئل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن قوله (الم) فقال في الألف ست صفات من صفات الله عز وجل، (الابتداء) فان الله عز وجل ابتدأ جميع الخلق والألف ابتداء الحروف و (الاستواء) فهو عادل غير جائر، والألف مستوفى ذاته، و (لانفراد) فالله فرد والألف فرد و (اتصال الخلق بالله) والله لا يتصل بالخلق وكلهم يحتاجون إليه والله غنى عنهم، والألف كذلك لا يتصل بالحروف والحروف متصلة به وهو منقطع عن غيره، والله تعالى باين بجميع صفاته من خلقه، ومعناه (من الألفة) فكما أن الله عز وجل سبب ألفة الخلق فكذلك الألف عليه تألفت الحروف وهو سبب ألفتها.

10 - في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن يحيى بن أبى عمران عن يونس1 عن سعدان بن مسلم عن أبى بصير عن أبى عبد الله صلى الله عليه وآله قال: (الكتاب) على عليه السلام لاشك فيه (الذين يؤمنون بالغيب) قال، يصدقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد.

11 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بإسناده إلى عمر بن عبد العزيز عن غير واحد عن داود بن كثير الرقى عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) قال. من اقر بقيام القائم عليه السلام انه حق.

12 - وبإسناده إلى على ابن ابى حمزة عن يحيى بن ابى القاسم قال، سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عز وجل: (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) فقال: المتقون شيعة على عليه السلام والغيب هو حجة الغايب، وشاهد ذلك قول الله: عز وجل و (يقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا انى معكم من المنتظرين)2 فاخبر عز وجل ان الآية هى الغيب، والغيب هو الحجة وتصديق ذلك قول الله عز وجل: (وجعلنا ابن مريم امه آية)3 يعنى حجة.

13 - في مجمع البيان: (يؤمنون بالغيب) قيل: بما غاب عن العباد علمه عن ابن مسعود وجماعة عن الصحابة، وهو أولى4 لعمومه، ويدخل فيه ما رواه أصحابنا عن زمان غيبة المهدى ووقت خروجه (ومما رزقناهم ينفقون) روى محمد بن مسلم عن الصادق عليه السلام أن معناه ومما علمنا هم يبثون.

العودة إلى القائمة

التالي

(1) وهو يونس بن عبد الرحمن مولى على بن يقطين وهو الذي يروى عنه يحيى بن أبى عمران وكان تلميذه ويروى عن سعدان بن مسلم لكن في المصدر (عن يحيى بن أبى عمران عن موسى بن يونس عن سعدان بن مسلم.) وهو غير صحيح.
(2) يونس: 2.
(3) المؤمنون: 50.
(4) اى أولى مما ذكره قبل هذا القول وهو ما نقله عن الحسن انه قال. (يؤمنون بالغيب) اى يصدقون بالقيامة والجنة والنار.