تفسير نور الثقلين

سورة البقرة

259

تابع
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)

1081 - في مجمع البيان (او كالذى مر على قرية) وهو عزير وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام وقيل: هو ارميا وهو المروى عن ابى جعفر عليه السلام.

1082 - وروى عن على عليه السلام ان عزيرا خرج من اهله وامرأته حامل وله خمسون سنة، فأماته الله مأة سنة ثم بعثه فرجع إلى أهله ابن خمسين سنة ولها ابن له مائة سنة، فكان ابنه اكبر منه فذلك من آيات الله.

1083 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بإسناده إلى محمد بن اسمعيل القرشى عمن حدثه عن اسمعيل بن ابى رافع عن أبيه عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل قال فيه وقد ذكر بخت نصر وقتله من قتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا عليهما السلام، وخرب بيت المقدس وتفرقت الملوك البلدان في سبعة واربعين سنة من ملكه، بعث الله العزيز، نبيا إلى اهل القرى التي امات الله عز وجل أهلها، ثم بعثهم له وكانوا من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت، فنزلوا في جوار عزير وكانوا مؤمنين، وكان عزير يختلف اليهم ويسمع كلامهم وايمانهم وأحبهم على ذلك وآخاهم عليه، فغاب عنهم يوما واحدا. ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى، فحزن عليهم وقال انى يحيى هذه الله بعد موتها تعجبا منه حيث اصابهم وقد ماتوا اجمعين في يوم واحد. فاماته الله عز وجل عند ذلك مأة عام فلبث وهم مائة سنة، ثم بعثه الله واياهم وكانوا مائة ألف مقاتل ثم قتلهم الله اجمعين لم يفلت منهم احد على يدى بخت نصر.

1084 - في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن اسمعيل بن ابان عن عمر بن عبد الله الثقفى قال: اخرج هشام بن عبدالملك ابا جعفر محمد بن على زين العابدين عليهما السلام من المدينة إلى الشام وكان ينزله معه، وكان يقعد مع الناس في مجالسهم، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسئلونه اذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك، فقال، ما لهؤلاء القوم ألهم عيد اليوم؟ قالوا: لا يا بن رسول الله ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في علمهم، قال أبو جعفر: وله علم! قالوا: من اعلم الناس قد ادرك اصحاب الحواريين من اصحاب عيسى عليه السلام قال: فهلموا ان نذهب اليه، فقالوا: ذاك اليك يابن رسول الله قال: فقنع أبو جعفر عليه السلام راسه بثوبه ومضى هو واصحابه فاختلطوا بالناس حتى اتوا الجبل، قال، فقعد أبو جعفر عليه السلام وسط النصارى هو واصحابه، فاخرج النصارى بساطا ثم وضع الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كانهما عينا افعى ثم قصد ابا جعفر عليه السلام فقال، امنا انت ام من الأمة المرحومة! فقال أبو جعفر عليه السلام، من الأمة المرحومة، فقال، افمن علمائهم انت ام من جهالهم؟ قال، لست من جهالهم، قال النصرانى اسئلك او تسألنى؟ فقال أبو جعفر عليه السلام، سلنى فقال، يا معشر النصارى رجل من امة محمد يقول سلنى ان هذا العالم بالمسائل، ثم قال: يا عبد الله أخبرنى عن ساعة ماهى من الليل ولا من النهار أى ساعة هى؟ قال أبو جعفر عليه الاسلام: مابين طلوع ألفجر إلى طلوع الشمس، إلى أن قال النصرانى: فاسئلك أو تسألنى؟ قال أبو جعفر عليه السلام: سلنى، فقال: يا معشر النصارى والله لاسئلنه مسألة يرتطم فيها1 كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له سل، قال: أخبرنى عن رجل دنا من امرأته فحملت منه باثنين2 حملتهما جميعا في ساعة واحدة، وولدتهما في ساعة واحدة، و ماتا في ساعة واحدة، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد، فعاش أحدهما خمسين ومأة سنة، وعاش الاخر خمسين سنة من هما؟ قال أبو جعفر عليه السلام: هما عزير وعزرة، كان حمل أمهما على ماوصفت، ووضعتهما على ماوصفت، [ وعاش عزير وعزرة خمسين سنة، ثم امات الله عزيرا ثم احياه ]3 فعاش عزرة مع عزير ثلثين سنة، ثم امات الله عزيرا مأة سنة، وبقى عزرة يحيى ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة، قال النصرانى. يا معشر النصارى ما رأيت احدا قط اعلم من هذا الرجل لاتسألونى عن حرف وهذا بالشام، ردونى فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع ابى جعفر صلوات الله عليه.

يتبع...

العودة إلى القائمة

التالي

(1) ارتطم في الوحل: وقع فيه.
(2) كذا في النسخ والظاهر كما في المصدر والبحار (بابنين) فصحف.
(3) مابين المعقفتين غير موجود في المصدر ونسخة البحار ومعه يصح المعنى ايضا لان المراد من الخمسين المذكور فيه هو تمام الزمانين الذي عاشا معا فذكره (ع) اولا ثم فصله بقوله: (فعاش عزرة مع عزير، ثلثين سنة ثم امات الله... إلى قوله.. ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة) فصار المجموع خمسين الذي ذكره اولا على نحو الاجمال