تفسير نور الثقلين |
سورة البقرة |
78 - 79 |
|
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) |
||
254 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) بإسناده إلى ابى محمد العسكرى عليه السلام في قوله تعالى ومنهم اميون لايعلمون الكتاب الا امانى ان الأمي منسوب إلى امه اى هو كما خرج من بطن امه لايقرء ولا يكتب، لايعلمون الكتاب المنزل من السماء، ولا المتكلم به ولايميزون بينهما الا امانى "، اى الا ان يقرء عليهم ويقال لهم ان هذا كتاب الله وكلامه لايعرفون ان قرئ من الكتاب خلاف ماهم فيه، وان هم الا يظنون اى مايقرء عليهم رؤساءهم من تكذيب محمد صلى الله عليه وآله في نبوته وامامته على سيد عترته، وهم يقلدونهم مع انه محرم عليهم تقليدهم فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا قال عليه السلام، قال الله تبارك وتعالى هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا انها صفة محمد صلى الله عليه وآله وهى خلاف صفته وقالوا للمستضعفين منهم: هذه صفة النبى المبعوث في آخر الزمان، انه طويل عظيم البدن والبطن، اهدف اصهب الشعر1 ومحمد صلى الله عليه وآله بخلافه، وهو يجئ بعد هذا الزمان بخمسمأة سنة، وانما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رياستهم، وتدوم لهم اصاباتهم ويكفوا انفسهم مؤنة خدمة رسول الله صلى الله عليه وآله وخدمة على عليه السلام وأهل خاصته، فقال الله عز وجل، (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) من هذه الصفات المحرفات المخألفات لصفة محمد وعلى عليهما السلام الشدة لهم من العذاب، في اسوء بقاع جهنم، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الاولى، مما يكسبونه من الاموال التي يأخذونها إذا ثبتوا أعوانهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وآله، والجحد لوصيه وأخيه على بن أبي طالب عليه السلام ولى الله، والحديث طويل أخذنا منه ما به كفاية وتركنا الباقى خوف الاطالة. قال عزمن قائل: فويل لهم 255 - في مجمع البيان وروى الخدرى عن النبى صلى الله عليه وآله انه واد في جهنم يهوى فيه الكافر أربعين خريفا قبل ان يبلغ قعره. 256 - وفيه وقيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلى التوراة وحرفوا صفة النبى صلى الله عليه وآله ليرفعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود، وهو المروى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام. |
||
(1) الاهدف: كانه من الهدف بمعنى الجسم. والاصهب مايخالط بياض شعره حمرة.
|
||