تفسير نور الثقلين

سورة البقرة

282

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)

قال عزمن قائل يا ايها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى اجل مسمى فاكتبوه

1190 - في كتاب علل الشرايع بإسناده إلى ابى جعفر عليه السلام ان الله عز وجل عرض على آدم اسماء الأنبياء واعمارهم قال فمر بآدم اسم داود النبى صلى الله عليه وآله، فاذا عمره في العالم أربعون سنة فقال آدم، يا رب ما اقل عمر داود وما اكثر عمرى؟ يارب ان انازدت داود من عمرى ثلثين سنة اتثبت ذلك له؟ قال، نعم يا آدم، قال فانى قد زدته من عمرى ثلثين سنة فانفذ ذلك له واثبتها له عندك واطرحها من عمرى قال أبو جعفر عليه السلام، فاثبت الله عز وجل لداود في عمره ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتة فذلك قوله عز وجل (يمحوالله مايشاء ويثبت، وعنده ام الكتاب) قال فمحى الله ما كان عنده مثبتا لآدم واثبت لداود مالم يكن عنده مثبتا، قال فمضى عمر آدم فهبط ملك الموت ليقبض روحه، فقال له آدم، يا ملك الموت انه قد بقى من عمرى ثلثين سنة؟ فقال له ملك الموت يا آدم ألم تجعلها لابنك داود النبى وطرحتها من عمرك حين عرض عليك اسماء الأنبياء من ذريتك وعرضت عليك اعمارهم وانت يؤمئذ بوادى الدخيا؟ فقال له آدم: ما اذكر هذا، قال: فقال له ملك الموت يا آدم لاتجحد الم تسأل لله عز وجل ان يثبته لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور، ومحاها من عمرك في الذكر؟ قال آدم: حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر عليه السلام: وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد، فمن ذلك اليوم امرالله تبارك وتعالى العبادان يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى اجل كذا النسيان آدم وجحوده ماجعل على نفسه.

1191 - في الكافي ابوعلى الاشعرى عن عيسى بن ايوب عن على بن مهزيار عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عرض على آدم ولده نظر إلى داود فأعجبه فزاده خمسين سنة من عمره، قال: ونزل عليه جبرائيل وميكائيل فكتب عليه ملك الموت صكا1 بالخمسين سنة، فلما حضرته الوفاة انزل عليه ملك الموت فقال آدم، قد بقى من عمرى خمسون سنة، قال: فأين الخمسون التي جعلتها لابنك داود، قال: فاما ان يكون نسيها او انكرها فنزل جبرائيل وميكائيل عليهما السلام فشهدا عليه وقبضه ملك الموت، فقال أبو عبد الله عليه السلام كان اول صك كتب في الدنيا. وفيه في حديث آخر طويل نحوه غير ان فيه ان عمر داود كان اربعين سنة فزاده آدم ستين تمام المائة.

يتبع...

العودة إلى القائمة

التالي

(1) الصك: كتاب الاقرار بالمال او غيره.