تفسير نور الثقلين

سورة البقرة

267

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)

1122 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن ابان عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول عز وجل: يا ايها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الأرض ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أمر بالنخل ان يزكى يجئ قوم بالوان من التمر وهو من اردء التر يؤدونه من زكوتهم تمريقال له الجعرور والمعافاراة، قليلة اللحاء عظيمة النوى، وكان بعضهم يجئ بها عن التمر الجيد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لاتخرصوا هاتين التمرتين ولاتجيئوا منهما بشئ وفى ذلك نزل: (ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه) والاغماض ان يأخذ هاتين التمرتين.

1123 - وفى رواية اخرى عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (انفقوا من طيباب ما كسبتم) فقال: كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهلية، فلما أسلموا أرادوا أن يخرجوها من اموالهم ليتصدقوا بها فأبى الله تبارك وتعالى الا أن يخرجوا من أطيب ماكسبوا.

1124 - في تفسير العياشى عن اسحق بن عمار عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال كان اهل المدينة ياتون بصدقة ألفطر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه عرق يسمى الجعرور وعرق يسمى معافارة، كانا عظيم نواهما، رقيق لحاهما في طعمهما مرارة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للخارص لاتخرص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لايأتون بهما، فانزل الله (يا ايها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ماكسبتم) إلى قوله (تنفقون).

1125 - في مجمع البيان وقيل انها نزلت في قوم كانوا يأتون بالحشف فيدخلونه في تمر الصدق عن على عليه السلام وفيه وقد روى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال ان الله يقبل الصدقات ولايقبل منها الا الطيب.

1126 - في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود: قال سالت ابا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله إذا زنى الرجل فارقه روح الإيمان؟ قال: فقال هو مثل قول الله عز وجل (ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون) ثم قال: غير هذا ابين منه، ذلك قول الله عز وجل (وايدهم بروح منه) هو الذي فارقه.

العودة إلى القائمة

التالي