تفسير نور الثقلين |
سورة البقرة |
260 |
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) |
||
1087 - في محاسن البرقى عنه عن محمد بن عبدالحميد عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله لإبراهيم أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى أكان في قلبه شك؟ قال: لاكان على يقين ولكنه اراد من الله الزيادة في يقينه. 1088 - في عيون الأخبار حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى رضى الله عنه قال: حدثني أبى عن حمدان بن سليمان النيسابورى عن على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون يابن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال فما معنى قول الله عز وجل (وعصى آدم ربه) إلى ان قال فأخبرنى عن قول إبراهيم عليه السلام: رب ارنى كيف تحيى الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى؟ قال الرضا عليه السلام ان الله تعالى كان اوحى إلى إبراهيم (ع) انى متخذ من عبادى خليلا ان سألنى احياء الموتى اجيبه، فوقع في نفس إبراهيم (ع) انه ذلك الخليل فقال (رب ارنى كيف تحيى الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى) على الخلة قال فخذاربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم فأخذ إبراهيم عليه السلام نسرا وبطا وطاووسا وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله - وكانت عشرة - منهن جزءا وجعل مناقيرهن بين اصابعه، ثم دعاهن باسمائهن، فوضع عنده حبا وماءا فتطايرت تلك الاجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الابدان، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه، فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فطرن، ثم وقعن فشر؟؟ من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن: يانبى الله احييتنا احياك الله، فقال إبراهيم عليه السلام: بل الله يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، قال المأمون: بارك الله فيك يا ابا الحسن. 1089 - وفيه في باب استسقاء المأمون بالرضا عليه السلام بعد جرى كلام بين الرضا عليه السلام وبعض اهل النصب من حجاب المأمون لعنهما الله: فغضب الحاجب عند ذلك فقال: يابن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك، ان بعث الله تعالى بمطر مقدر وقته لايتقدم ولايتاخر جعلته آية تستطيل بها وصولة تصول بها، كانك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم عليه السلام لما اخذ رؤس الطير بيده ودعا اعضائها التي كان فرقها على الجبال فاتينه سعيا وتركبن على الرؤس وخفقن وطرن باذن الله عز وجل فان كنت صادقا فيما توهم فاحيى هذين وسلطهما على، فان ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فاما المطر المعتاد فلست انت أحق بان يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعاكما دعوت، وكان الحاجب أشار إلى اسدين مصورين على مسند المامون الذي كان مستندا اليه، وكانا متقابلين على المسند فغضب على ابن موسى الرضا عليه السلام وصاح بالصورتين: دونكما ألفاجر، فافترساه ولاتبقيا له عينا ولا اثرا، فوثبت الصورتان وقدعادتا أسدين، فتناولا الحاجب ورضاه وهشماه وأكلاه ولحسادمه1 والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون، فلما فرغا أقبلا على الرضا عليه السلام وقالا. ياولى الله في أرضه ماذا تأمرنا ان نفعل بهذا أنفعل به فعلنا هذا - يشيران إلى المأمون - فغشى على المأمون مما سمع منهما، فقال الرضا عليه السلام: قفا فوقفا ثم قال الرضا عليه السلام صبوا عليه ماء ورد وطيبوه، ففعل ذلك به وعاد الاسدان يقولان أتاذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟ قال لافان لله عز وجل فيه تدبيرا هو ممضيه، فقالا ماذا تامرنا؟ فقال: عودا إلى مقركما كما كنتما، فعادا إلى المسند وصارا صورتين كما كانتا، فقال المأمون الحمد لله الذي كفانى شرحميد بن مهران يعنى الرجل المفترس، ثم قال للرضا عليه السلام يابن رسول الله هذا الامر لجدكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لكم ولو شئت لنزلت عنه لك، فقال الرضا عليه السلام لوشئت لما ناظرتك ولم اسئلك فان الله عز وجل قد أعطانى من طاعة ساير خلقه مثل مارأيت من طاعة هاتين الصورتين الاجهال بنى آدم فانهم وان خسروا حظوظهم فلله عز وجل فيه تدبير وقد أمرنى بترك الاعراض عليك واظهار ما اظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف بالعمل من تحت يدفرعون مصر قال: فما زال المأمون ضئيلا2 إلى أن قضى على بن موسى الرضا عليه السلام ماقضى. يتبع... |
||
(1) رضة: دقه وجرشه وهشم الشئ: كسره. ولحس القصعة: لعقها وأخذ ماعلق بجوانبها بلسانه أو باصبعه.
|