الميزان في تفسير القرآن |
سورة النور |
11 - 26 |
تابع |
||
و لو كان حد القاذف مشروعا قبل حديث الإفك لم يكن هناك مجوز لتأخيره مدة معتدا بها و انتظار الوحي و لا نجا منه قاذف منهم، و لو كان مشروعا مع نزول آيات الإفك لأشير فيها إليه، و لا أقل باتصال الآيات بآية القذف، و العارف بأساليب الكلام لا يرتاب في أن قوله: «إن الذين جاءوا بالإفك» الآيات منقطعة عما قبلها. و لو كان على من قذف أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حدان لأشير إلى ذلك في خلال آيات الإفك بما فيها من التشديد و اللعن و التهديد بالعذاب على القاذفين. و يتأكد الإشكال على تقدير نزول آية القذف مع نزول آيات الإفك فإن لازمه أن يقع الابتلاء بحكم الحدين فينزل حكم الحد الواحد. و في الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته أذناه فهو من الذين قال الله عز و جل: «إن الذين يحبون إلى قوله و الآخرة»:. أقول: و رواه القمي في تفسيره، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام عنه (عليه السلام) و الصدوق في الأمالي، بإسناده عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عنه (عليه السلام)، و المفيد في الاختصاص، عنه (عليه السلام) مرسلا. و فيه، بإسناده عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أذاع فاحشة كان كمبتدئها. و في المجمع،: قيل: إن قوله: «و لا يأتل أولوا الفضل منكم و السعة» الآية، نزلت في أبي بكر و مسطح بن أثاثة و كان ابن خالة أبي بكر، و كان من المهاجرين و من جملة البدريين و كان فقيرا، و كان أبو بكر يجري عليه و يقوم بنفقته فلما خاض في الإفك قطعها و حلف أن لا ينفعه بنفع أبدا فلما نزلت الآية عاد أبو بكر إلى ما كان، و قال: و الله إني لأحب أن يغفر الله لي، و الله لا أنزعها عنه أبدا: عن ابن عباس و عائشة و ابن زيد. و فيه،: و قيل: نزلت في جماعة من الصحابة أقسموا على أن لا يتصدقوا على رجل تكلم بشيء من الإفك و لا يواسوهم: عن ابن عباس و غيره. أقول: و رواه في الدر المنثور، عن ابن جرير و ابن مردويه عن ابن عباس. و في تفسير القمي، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام): في قوله تعالى: «و لا يأتل أولوا الفضل منكم و السعة - أن يؤتوا أولي القربى» و هم قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «و المساكين و المهاجرين في سبيل الله - و ليعفوا و ليصفحوا» يقول يعفو بعضكم عن بعض، و يصفح بعضكم بعضا فإذا فعلتم كانت رحمة الله لكم، يقول الله عز و جل: «أ لا تحبون أن يغفر الله لكم و الله غفور رحيم». و في الكافي، بإسناده عن محمد بن سالم عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال: و نزل بالمدينة «و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء - فاجلدوهم ثمانين جلدة و لا تقبلوا لهم شهادة أبدا - و أولئك هم الفاسقون - إلا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا - فإن الله غفور رحيم». فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالإيمان، قال الله عز و جل: «أ فمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون» و جعله من أولياء إبليس قال: «إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه» و جعله ملعونا فقال: «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات - لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم، يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم - بما كانوا يعملون». و ليست تشهد الجوارح على مؤمن إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عز و جل: «فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم و لا يظلمون فتيلا» و في المجمع،: في قوله تعالى: «الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات - و الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات» الآية، قيل في معناه أقوال إلى أن قال الثالث الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال و الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء عن أبي مسلم و الجبائي و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام). قالا: هي مثل قوله: «الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة» إلا أن أناسا هموا أن يتزوجوا منهن فنهاهم الله عن ذلك و كره ذلك لهم.و في الخصال، عن عبد الله بن عمر و أبي هريرة قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا طاب قلب المرء طاب جسده، و إذا خبث القلب خبث الجسد. و في الإحتجاج، عن الحسن بن علي (عليهما السلام): في حديث له مع معاوية و أصحابه و قد نالوا من علي (عليه السلام): «الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات» هم و الله يا معاوية أنت و أصحابك هؤلاء و شيعتك «و الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات» إلى آخر الآية، هم علي بن أبي طالب و أصحابه و شيعته. |
||